الإشكالية في العالم العربي تجري بين الديموقراطية وحقوق الإنسان، فالغرب ليس غربا واحدا بل هو غرب متعدد الاتجاهات، تحمل فيه تيارات كثيرة الخير والسعي لاستقرار العالم وهناك أيضا الغرب الغريب والفاشستي والعنصري والغرب الحربي.. ولكن مع اختلاط هذه التيارات في جو واحد يبدو أحيانا أن الغرب الحكيم منتصر على أهاءه الميكيافلية إلى كفة الأبوة وضمير العالم فهذا الغرب الحكيم يريد في قرارة نفسه تطورا لحقوق الإنسان في المجتمعات العربية، ولكن دون عجلات ديموقراطية حقيقية قوية وراسخة. وبعض الأنظمة الرجعية تريد كذلك تطويرا بصيصا لحرية التعبير والحقوق المدنية، ولكن بعجلات مثلثة تحت الحزب الواحد والعائلة الواحدة والديكتاتور الواحد والهاجس الأمني
الديمقراطية في العالم العربي لها أعداء كثيرون، منهم من يجاهر بذلك على أساس أنها بدعة أو ظلالة، وهذا ما تستند عليه بعض الأنظمة الرجعية في استحواذها وتسلطها، وهؤلاء المستفيدون من هذا التخبط منهم علماء البلاط وأصحاب القبعة والشبشب.
يبقى عامل السلام العالمي والتخوف من محصلات ما قد تنتج عنه الديموقراطيات على المدى البعيد في هذه البقع من الأرض، قد تحملها بعض الجهات بنظرة ضيقة ستبقى محسوبة عليهم في وثائق المواقف العدوانية الدسيسة، لأن سكة التغيير ضرورة وسنة كونية قد حل وقتها، وفي هذا الإطار لا أعتقد أن الديموقراطيات الحقة المبنية على إرادة الشعوب ستحارب بعضها البعض، لأن الشعوب في بساطتها تميل إلى لمؤخاة وتبادل المعارف والسلام الحقيقي بعيدا عن السياسات المؤدلجة ودخول خطوط التعصبات العرقية والدينية والشوفينية، السلام العالمي مهم جدل من أجل إنتاج محصول رفيع ووفير للإنسانية جمعاء.. هذه الشعوب تريـــد دائما الأمن والإستقرار والسلام بدون تدخل عومال التعصب من قبيل الشوفينيات المتطرفة والمتعصبة والنازيات العرقية والتعصبات الدينية المتقوقعة على نفسها دون تسامح.
على ثوار العالم الجديد أن يرفعوا الى جانب شعار العدالة والحرية شعار السلم والسلام، وان يركزوا على تغيير الداخل وأن يتجنبوا الإصطدام مع بعض الاطراف الخارجية، فهذا الإصطدام يغدي شرايين البقاء التي يتغذى عليها الطغاة والمجانين النرجسيون الإرهابيون عملاء الإمبريالية ونهب الشعب من أعداء الديموقراطية ويستفيدون من التغطية على جرائمهم.
ارفعوا غصن الزيتون للشعوب الأخرى، ولا تسقطوا الغصن الأخضر مهما تلطخت أياديهم بالدماء الحمراء لأن السلام الملائكي أنظف وأجل وأعلى من العصبيات الفاشستية الشيطانية باستعداداتها الإجرامية والتحييد العرقي.
إن الحرية، العدالة، والسلام: المبدأ الثلاثي والضروري لإختصار الطريقـ، وبناء جدار الثقة.. تلك الثقة االمفقودة جدا منذ قيام الإمبراطوريات والدول بعيدا عن إرادة الشعوب، تلك الثقة التي تهدمها كل يوم تيارات التصادم وتغليب المصالح الإستغلالية على المباديء الإنسانية العليا.
الإنسيون الذين يزرعون السلام والدفاع عن العدالة الإنسانية، يزهرون أملا في الأرض كما كانت تزهر شقائق النعمان، رغم الزارعين للألغام بين الحقول وبين السنابل.. هناك إنسانيون في كل مكان يزرعون السلام والعدالة والدفاع عن حقوق المنسيين والمهمشين والمظلومين والجرحى.. حرحى الكرامة الإنسانية.
وهؤلاء مجدهم هو الأبقى والأعظم للبشرية جمعاء.
____________________________________
التدوينة الأصلية تعود لسنة 2013 على صفحتي الشخصية (بالفايسبوك):
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=647876021917645&id=221954974509754
____________________________________
طالع تدوينة السياسة لتسييس الأرض:
http://md-boualam-issamy.blogspot.com/2013/12/blog-post_5.html