simo.boualam@gmail.com

هذا المدون أصبح (Agnostic) "لا أدرياني/لا أدري" أو ربما ملحد، ولكنه سيحيا إنسانيا وحرا مؤمنا بروح الحرية، مطالبا بالعدالة ورفع صناعة الحقارة عن الشعب المغربي المهضوم في حقوقه الاقتصادية والديمقراطية والإنسانية، سيحيا هذا المدون محبا لشعوب العالم، ومطالبا بدعم شعوب عالم الجنوب تحت مكينة الأنظمة غير الحرة، وانعتاق أطفال العالم نحو أجيال جديدة لا تعرف العبودية والقمع ولا العنصرية ولا الرجعية ولا الكراهية.. هذا المدون يحترم كل الأديان ويراها أفضل ومنسجمة مع القيم الإنسانية إلا تحت المبدأ العلماني الديمقراطي الحداثي فقط، هذا المدون يرتقي عن الصراعات الدينية والطائفية أو العرقية المضرة بروح الإنسانية. مدون وناشط حقوقي بسيط داعم لمنظمات المجتمع المدني المستقلة والحرة الديمقراطية الإنسانية، يؤمن بالعمل الحقوقي للمجتمع المدني المستقل عن الحكومات. الآراء الواردة في هذه المدونة هي شخصية و نسبية وكرونولوجية خاصة بي فقط وبتطور أسلوبي النقدي وأفكاري وآرائي ونظرتي للأشياء ، وهي آراء قد تكون آنية ونسبية وظرفية ولا تلزم أية جهة.

عدد زوار المدونة

الثلاثاء، 12 فبراير 2019

الديكتاتورية ومؤخرة الإمبراطور الجاثمة على حياة وعجلة تطور الشعب (مؤخرة الإمبراطور-المقالة1)




بالأمس كان لنا أمل.. أمل في بناء وطن يسع للجميع، لا يضيق بأبناءه بكل ألوانه وفئاته أطفاله ونساءه شيوخه وشبابه.. كان لنا أمل في وطن حرّ ديمقراطي ومتقدم..

استغلوا بساطة الشعب ونهبوا ثروات الوطن نهبا وتصارعوا وتناحروا فيما بينهم على السلطان والكراسي، وما لهم فيها من حق نافين حقوق الشعب ومستولين على كل المعادلة.. وجعلوها بنتائج بئيسة، وما لهم فيها من حق أن يقتلوا شعبا ويخربوا وطنا، كي يبقوا بمؤخراتهم الممتدة الشاسعة جاثمين على أنفاس ومستقبل الشعب، ينزل كل الخراء  من مؤخراتهم المُعظّمة في تخاريف هلوساتهم على شعوبنا فالخراء كلُّ الخراء هو كل ما يصنعون..  نزول يسابقه  تهليل وتجليل وتصفيق طفيليات من المنافقين والريعيين، كما كان يستمني الفرعون في وادي النيل من وراء ستار الكهنة يرافقه صياح المهللين ("العياشة" في اللهجة المورية) مصطفين حوله فى ضفة النهر كالدجاج يقوقعون باسم جلالة مختار الآلهة، طلبا ورجاءا  للبركة كي يخصب الوادي ويخصب الزرع ليقولوا "هذا عامنا زين ونحن زين العابدين ".. حيث يلعب الفرعون دور الآلهة ومن جاء بعده مخلفون في الأرض أو من نسل أوهام الآلهة على شعب مستعبد ومنهوب متخلف مقهور بين مطرقة الديكتاتور  وسندان الموروث،  وأقلية أوليغارشية  تمارس دعارة اللحس والتملق وصحافة القمل وتطبيل القردة ولعق الأحذية، منها تلك البلاغي الأفيونية والطائفية والرجعية الدينية الوهابية الإكلوريسية في خدمة الإمبراطور ومؤخرته العظيمة في تشريع نصوص الأوهام وطاعة الويلات وتقديس العربدات وتفخيم النرجسيات..
 وهكذا ظلوا جامدين فمنهم من يلحس لحس المكنسة للأحذية السفاكة السفّاحة وراءها إعلام حازق مارق يزوّر الحقائق وبشاعتها ويصورها كأنها التفاحة.. وما هي إلا شوكة قاتلة مسمومة متسلطة فاشية أكثر فتكا وتخريبا من أسلحة الدّمار الشامل..



اللاّعقون يحومون كالذباب بين جثث الشعب من المشردين والمتسولين والمطحونين المنبوذين والمغفلين المجهلين وكذا المتاجر بهن في سوق البشربة الحرطانية، يشرعنون الطاعة وإعطاء الأراضي والأملاك ومصير الرقاب لمن له قدرة التعذيب واغتصاب الناس بالقنينات، رجال كهنوت وهابية دينية أفيونية تحشر أنفها في مصير الشعوب وماهم إلا لاعقون في دماء الضحايا والفقراء والأطفال كالأفاعي المسمومة في معادلة تنفي  الشعب ينتظر ما يسقط منها من فتات ضباع ووحوش متنكرة بجلباب الملائكة،  يستغلون بنات "الكاريان" (دور الصفيح) وتائهات الشوارع. تمتليء دنياهم بلواحس ودجاجيات من أصحاب الفُتات في معادلة ميزان الحرية في المعادن الدولية، لا همّ لهم غير لعق كل رأس مدبِّرة للتخريب والرعب والتزوير والاحتكارية، فيطمسون الحرية حيث تموت في وطن إمبراطور زوبعة الفنجان وفراعنة قمامة الكرتون روح الإبداع والتنوير والإنسانية..

و يبقى الديكتاتور المُعْتِم المُعَتِّم بمؤخرته الممتدة الشاسعة في نهبها اللامتناهي على أرجاء وطن ضيق، وما تنتجه من خراء وتخلف جاثمة منعَّمة بكل أريحية على وطن بات خانقا ضيقا على أبناءه المنبوذين والأشقياء، أضيق من ثقب الإبرة وعنق الزجاجة.. تلك الزجاجة (القنينة)  التي اخترع الديكتاتور إغتصاب المعارضين بها وتمزيق أحشاءهم إلى الموت والغيبوبة وهو شعاره المجيد أن جعل الوجن أضيق من عنق الزجاجة وملكه الخاص الذي منحته إياه الآلهة الحقيرة حسب هلوساته النرجسية الأفيونية.. منتشيا وهو يظن نفسه ذكيا وهو المختار من الآلهة لقدرته المجيدة على إحقاق الحق في تلك الأرض الملعونة والبئيسة نحت سلطانه الرجعي الظلامي من العصور البائدة. وهو  يسير سير السلحفاة أو  الحلزون في زمن عصر السرعة الذي لا ينتظر ركبه أحدا.. حيث يبقى الشعب كالحجرة الجامدة تحت سموم مؤخرته الجليلة والممتدة عبر أرجاء الوطن تحت قانون القنينة والريع العبودي.

ففي عقولهم المثقوبة لا يهم وضعية الأطفال والشباب والنساء والشيوخ  فمؤخرة الإمبراطور راحتها ونعيمها ونرجسيتها المدلدلة هي الغاية المقدسة  والعظمى، وهي مدلدلة مدللة ولكنها صلبة صلبة متماسكة متمسّكة في كرسي النهب تمارس فوق الوطن طلاءها المقدس وراحة المرحاض على رؤوس الشعب، شعب  متخلف غارق في خرائها منفي في أبشع وحل من إنتاج الديكتاتور وما حوله من الذباب والكلاب المتوحشة المفترسة ينهبون في جثة وطن حيث يُطفؤون كلّ مصباح...

ديكتاتور مدعوم في قانون النهب بالوكالة والتفقير بالوكالة والتخريب بالوكالة، يمارس وحاشيته من تلك القردة المتوحشة العدوانية وما جاورها من ضباع كل الغرور وجنون العظمة، ومازالوا كذلك منذ سنوات عصور الوقواق الإقطاعية، وبوصلة المستقبل المظلم تتأرجح تحت وطأة هلوساتهم النرجسية يتخيلون فيها أنفسهم أنهم المختارون من السماء ودماءهم زرقاء، تخبرهم هلوساتهم الغرورية وما يطوف من حولهم من ذباب وأهل الوسواس وتقديس الخراء أن لولاهم لضاع الوطن والشجر والحجر ويضيع معه الإنسان.. 
هذا الإنسان الذي يرزخ تحت خراءهم في تلك البقع المطلية قد أصبح فعلا بلا قيمة كالحيوان، يفتقد إلى تلك القيم والمعاني التي يحيا بها الانسان في وطن يفتقد للحرية والكرامة...
 ولكن في أوطان غارقة في التخلف لم يعد ذلك الإنسان المنهوب إلا مجرد وطأة تحت بشاعتهم وخرائياتهم.. وقد فقد حلقة التطور إلى الأمام، فأصبح في حالات كثيرة كأنه قطيع أو شمبازي أو غوريلا الغابات شبيه بالإنسان ولكنه لم يتطور بعد أن يحيا إنسانا.. 

أيها المجرمون أيها المتحجرون الناهبون الفاشستيون الظلاميون فلتعلموا جيدا  أن الشعوب وحدها تصنع الأوطان.. وبناء الشعوب يحتاج أن يكون في كل معادلة هو الأول وهو الآخر وهو الجوهر وهو الأساس، وأن تكون خدمة مصالحه وتطوره وتقدمه ورفاهيته وكرامة طفولته ونساءه هي الغاية العظمى ومن الشعب صاحب الأرض تستمد كل السلطات.. وليس خدمة هؤلاء الرؤوس المتشعبة المأساوية الإجرامية الخرائية ومن يهتف حولهم من حثالات الريع والفُتات في صور الانحطاط والرداءة والتخلف والبلطجة وخفافيش الظلام وما جاورهم من الخيانة ولصوص المال العام.. في منظومات تسير تحت قانون النهب والتخريب وقتل الشعوب بالوكالة.

الحرية الحرية يا أولاد الكحبات هي الأساس.. الحرية الحرية والشعب والوطن واحد لاينفصلان ولا ينفصمان.. وهما الأساس.
نعم إنها الحقيقة مون كماراد





المدون
محمد بوعلام عصامي
__________________________________
نفس المقالة مع تعديلات على موقع الحوار المتمدن الحائز على جائزة ابن رشد للفكر العربي:

;