simo.boualam@gmail.com

هذا المدون أصبح (Agnostic) "لا أدرياني/لا أدري" أو ربما ملحد، ولكنه سيحيا إنسانيا وحرا مؤمنا بروح الحرية، مطالبا بالعدالة ورفع صناعة الحقارة عن الشعب المغربي المهضوم في حقوقه الاقتصادية والديمقراطية والإنسانية، سيحيا هذا المدون محبا لشعوب العالم، ومطالبا بدعم شعوب عالم الجنوب تحت مكينة الأنظمة غير الحرة، وانعتاق أطفال العالم نحو أجيال جديدة لا تعرف العبودية والقمع ولا العنصرية ولا الرجعية ولا الكراهية.. هذا المدون يحترم كل الأديان ويراها أفضل ومنسجمة مع القيم الإنسانية إلا تحت المبدأ العلماني الديمقراطي الحداثي فقط، هذا المدون يرتقي عن الصراعات الدينية والطائفية أو العرقية المضرة بروح الإنسانية. مدون وناشط حقوقي بسيط داعم لمنظمات المجتمع المدني المستقلة والحرة الديمقراطية الإنسانية، يؤمن بالعمل الحقوقي للمجتمع المدني المستقل عن الحكومات. الآراء الواردة في هذه المدونة هي شخصية و نسبية وكرونولوجية خاصة بي فقط وبتطور أسلوبي النقدي وأفكاري وآرائي ونظرتي للأشياء ، وهي آراء قد تكون آنية ونسبية وظرفية ولا تلزم أية جهة.

عدد زوار المدونة

الأحد، 12 فبراير 2012

المغرب بين الأمس واليوم، بين الجزائر والمرتزقة وانتظار تجليات الواقع الجديد

ملاحظة: مع النضج السياسي والثقافي والفكري عبر عامل الزمن والاطلاع والتناقح والاحتكاك واكتشاف الحقائق والانفتاح على المعارف والعلوم والآراء وتقييم الواقع المعاش داخل الوطن المغربي... أسحب ما جاء سابقا في مقالتي هاته جملة وتفصيلا.. 
وهي لم تكن إلا كمقالة خاصة ونسبية دونتها سنة 2011 من إنسان بسيط عايش سنوات القمع والتعتيم كباقي مواطني المغرب قبل تطور العولمة الثقافية والإلكترونية والالتحاق بالأنوار.. 
وهي كباقي المقالات تضم آراء شخصية ونسبية وردود قابلة للتطور والمراجعة في البحث عن الحقيقة.. الحقيقة العادلة.. تعبر عن رأييي الخاص وكرونولوجية التطور الخاص بي كإنسان بسيط وطالب سابق ومعارض للقمع والديكتاتورية وتخريب تماسك وتحرر الشعوب وإعاقة تطورها والتسبب في تخلفها، مقالة تكباقي المقالات التي تضم سطور خاصة جدا بي أعبر فيها عن حريتي وآرائي  من حيث النقد والنظرة للأمور المحيطة والمؤثرة فينا كبسطاء على مستوى الوطن أو شمال إفريقيا و إفريقيا والعالم والفضاء من نافذتي الخاصة التي أنظر عبرها إلى العالم.. وكل شيء يخضع لقانون النسبية غي تأثير عامل الزمكانية.

المدون محمد بوعلام عصامي توضيح وتراجع عن هذه المقالة جملة وتفصيلا ورفض بعض المصطلحات.
 تم تدوين هذا التوضيح سنة 2020.
_______________________________________________

المغرب بين الأمس واليوم، بين الجزائر والمرتزقة وانتظار تجليات الواقع الجديد


محمد السادس ورث في شأن الدولة المغربية عن عهد الرصاص في واقع لا يختلف كثيرا عن دول العالم العربي أو دول الجنوب المتوسطي، إلى حد ما كارثة إنسانية بكل المقاييس الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية والإنسانية، إضافة إلى المشاكل الإقليمية، أهمها مشكل المدينتين المحتلتين واستكمال الوحدة الترابية، ومشكل الصحراء المغربية من المرتزقة "كراكيز" النظام العسكري الجزائري" الذي يدخل في خانة صراع فارغ لا يسمن ناقة الشعوب ومصالحها ولا يغنيها من جوعها شيئا!
صراع ديكة يتجلى في دعم مرتزقة البوليساريو الخفاش الذي ضل يمتص من دماء الشعبين أكثر من ثلاثين سنة إضافة إلى الديكتاتورية السوداء، حيث يؤدي فاتورة الارتزاق غاليا أبناء الشعبين الجزائري والمغربي الذين حرروا الأوطان بدمائهم، كما حرر المغاربة الأقاليم الصحراوية من المستعمر الإسباني في المسيرة الخضراء، بعدما لم ينجح المسعى العسكري في حرب افني (المعروفة في المراجع الإسبانية ب La guerra olvidada) وذلك بين الجيشين المغربي والإسباني، عندما أدت الهجمات إلى دخول الجيش المغربي (جيش التحرير) رسميا الحرب ضد إسبانيا، إلى أن علاقة المغرب المتوترة آنذاك مع فرنسا أدت إلى دخول هذه الأخيرة إلى جانب إسبانيا في الحرب، كما تدخلت دائما لصالح جارتها الأوربية الجنوبية، وهكذا تم الإعداد لشريط سينمائي عندما تم تشجيع الفرنسيين للمختار ولد داداه ليتمكنوا من ضرب العصفورين بالحجر الواحد، وذلك في خضم تصاعد النقاش السياسي على الساحة السياسية الموريتانية نهاية الخمسينيات التي كانت تعرف تنافسا حادا بين دعاة الانضمام إلى المغرب (حزب الوئام بزعامة أحمدو ولد حرمة ولد بابانا أول نائب موريتاني في البرلمان الفرنسي وبين دعاة الانضمام لكونفدرالية غرب إفريقيا العناصر الزنجية الموريتانية) وذلك بإيعاز من الفرنسيين بتشجيعه على إعلان إنذار يوم 16 ديسمبر طالبا من الجيش الفرنسي التدخل عسكريا في ظرف 48 ساعة ضد "جيش التحرير المغربي" في واد الذهب،وذلك لإيجاد مبرر أو سند منطقي من وجهة النظر الفرنسية، بعدم إحراج المعارضة الاشتراكية الفرنسية في تحالف مع الديكتاتور فرانكو المنقلب على حكم الجبهة الشعبية بقيادة الديمقراطيين والاشتراكيين.
تدخل إستراتيجي وذلك لان قوة إسبانيا في المغرب هو جزء من قوة فرنسا والرأسمالية الأوربية في شمال إفريقيا ككل، ويصب في خدمة المصالح العليا لفرنسا والرأسمالية الاستعمارية آنذاك. وهو الشئ الذي لا نجده عند دول المغرب العربي بعد الاستقلال، والتي تسعى أنظمتها جاهدة إلى إضعاف أوطان بعضها البعض، رغم أن مصالحها العليا المشتركة والإستراتيجية تقتضي أن تكون بلدان المغرب العربي قوية ومستقرة استراتيجيا ومتماسكة على مستوى الوحدة الترابية لأوطانها في زمن التكتلات السياسية والاقتصادية والتحالفات العسكرية.
ورغم خسارة المغرب العسكرية في حرب إفني سنة 1957، بعد عام واحد من استقلال المغرب، إلا أنها برهنت عن أهمية قضية الوحدة الترابية لدى المغاربة ومدى تمسكهم و إصرارهم على استكمال وحدتهم الترابية، إضافة إلى النجاح في استرجاع الجزء الشمالي من الأقاليم الجنوبية(الصحراء الإسبانية آنذاك) والمسمى طرفاية، إلى أن قام المغرب سنة 1975 بالمسيرة الخضراء حيث انسحبت إسبانيا من مجموع الأقاليم الجنوبية إلى الأبد، ولكن دون أن تنسى الاستفادة من الثغرة التي تركها المستعمر في توافق شاذ وغير منطقي مع الجارة التاريخية "الشقيقة الجزائر" في خلق جرح ينزف بدون هوادة من المغرب الأقصى والمغرب العربي ككل.
وتبقى هذه القضية التي يسترزق منها الكثير من الانتهازيين على حساب الشعبين المغربي والجزائري، شأن كل صراع إقليمي سياسي عسكري دبلوماسي، إلا أنها تبقى القضية التي وحدت بين الشعب والمعارضة وجميع الفرق السياسية على اختلاف مشاربها ونظام الحسن الثاني ووزير الدولة آنذاك الشبيه بالحجاج الثقفي إن صح القول "إدريس البصري".
وهذا ما لا يستطيع أن يفهمه النظام العسكري الجزائري وكراكيز المرتزقة، فهي بذلك تمس صميم تاريخ الشعب المغربي والدولة المغربية في مركزها التاريخي، الشبيه بتلك الشجرة الممتدة بين أوروبا وإفريقيا، وهي بذلك تسأل عن أشياء بجهل وإلحاد، قد تسوءها إن بدت لها كدولة أفرزها الحكم العثماني. تماما عندما يسألون عن أكبر دولة في إفريقيا والعالم العربي، حيث سيجدون الجواب جغرافيا:هي الجزائر بينما إذا كان المتحقق ذو نظر وتحقيق سيجد أن الجواب تاريخيا هو المغرب.

ومن الأمور التي ستسوءها في الذاكرة القريبة، تلك الأراضي المغربية الشاسعة المتواجدة بصحراء الشرق المغربي أو صحراء الغرب الجزائري. فهي أراض مغربية شاسعة خسرها المغرب بسبب دعمه للمقاومة الجزائرية واستضافته للأمير عبد القادر الجزائري، وخوض المغرب لحرب ضروس وخاسرة عسكريا (وإن كانت في اعتقاد البعض رابحة تاريخيا وأخلاقيا) إلى جانب الأمير عبد القادر ضد المستعمر الفرنسي، وإن خسر المغرب تلك الأراضي الشرقية بسبب دعمه للشقيقة "الإيالة الجزائرية".

واستمر الدعم المغربي بعد استقلال 
المغرب للمقاومة الجزائرية، عندما يرفض السلطان محمد الخامس التفاوض مع الفرنسيين بشأن تلك الأراضي الواقعة شرق المملكة المغربية راجئا ذلك إلى حين نيل الجزائر لاستقلالها التام. كما استمر الدعم المغربي باستضافته لجل المقاومين السياسيين والعسكريين الفارين من تنكيل المستعمر الفرنسي الذي كان يرى أن الجزائر فرنسا الثانية، تماما كما أرادت إسبانيا أن ترى أن جنوب المغرب صحراء إسبانية وإلحاقها بجزر الكناري لصالح الرأسمالية الإسبانية الاستعمارية، وهي الرأسمالية الاستعمارية الأبشع استغلالا من بين كل الدول الاستعمارية آنذاك، وقد قامت  اسبانيا بالمصادقة يوم 10 يناير 1958 على قانون يلغي غرب إفريقيا الاسباني، ويحول الصحراء الجنوبية المغربية وإقليم إيفني إلى إقليمين إسبانيين. وبذلك لم يعد هذان الإقليمان مجرد مستعمرتين في موجة التحرر العالمية آنذاك، بل جزءا من التراب الإسباني كما هو الشأن مع الجزائر التي اعتبرها المستعمر "فرنسا الثانية".

المغرب العربي أو المغرب الكبير أو الغرب الإسلامي أو شمال إفريقيا مهما اختلفت المسميات فهذا الكيان التاريخي موجود بمنطق الثقافة والتاريخ والجذور المترابطة والمتشابكة، بل و تجتمع لديه كل مقومات الوحدة والتكتل والتفاعل الاقتصادي والسياسي والثقافي كما هو الشأن لدى الكتلة الأوروبية سياسيا واقتصاديا.
إلا أن هذا الكيان وفي غياب ثقافة ديمقراطية راسخة وقيم احترام حقوق الإنسان لدى الشعوب أو لدى الأنظمة، فهو لم يستطع أن يفرض نفسه في هذا العالم من زمن العولمة، ولم يستطع تحقيق أدنى مستويات التعاون والاندماج في زمن التكتلات الاقتصادية والسياسية لتحقيق موطئ قدم من هذا العالم الذي بات صغيرا ومتسارع المجريات والأحداث في زمن تتجه عجلته نحو عولمة اقتصادية وإعلامية وثقافية إلى حد ما..

مشكل الصحراء المغربية سيبقى العائق الأول والأخير أمام أي تقدم في عملية التسريع بالوحدة المغاربية، من أجل أن يكون لهذه البلدان صوت مسموع تستطيع من خلاله الدفاع عن مصالح شعوبها وإخراج مشروعها الثقافي والإنساني إلى حيز الوجود.
فكم نتأسف عندما نرى أنظمة ديكتاتورية قاصرة لا تعرف أين توجد مصالح شعوبها الإستراتيجية والحقيقية البعيدة المدى ،ونجدها تتحكم في مصيره وتساير الزمن بعجلة بطيئة، عندما تفرض زمنها الديكتاتوري في اتجاه يسير خارج كوكب الأرض من زمن العولمة التي بتنا نشهد أول إيجابياتها فيما يخص الحرية وإمكانية التواصل بين الشعوب.. "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"..

فما أتعس الشعوب المغاربية التي ما زال آخر جنرالات الحكم من هذه البسيطة يتحكمون في مصير شعوب وأوطان بأسرها، ويعيشون في زمن الحرب الباردة التي انتهت قبل أكثر من عشرين سنةً.
ونتأسف أكثر عندما نرى أن أكثر المعنيين بهذه الحرب الباردة من أرويا الشرقية باتت تدخل في تكتلات اقتصادية وسياسية وتعيش واقعها الجديد، بينما أجدادنا من جنرالات الخنادق لازالوا يفرضون على شباب الغد تعاويذ الأمس البعيــــــــــــد.
دعونا من ثقافات الصراع فصراعكم لن يعدو أن يكون أكثر من صراع ديكة في حلبة فارغة تعود بأوطانكم وشعوبكم إلى حلقة الصفر بعد "طفرة" الاستقلال!!

عهدنا من الكثير من الديكتاتوريات العسكرية السابقة أنهم يضيِّعون الشعوب ولكنهم غالبا يستميتون إلى حد ما في حفظ الأوطان ومصالحها العليا..
إلى جنرالات الأرز والبترودولار،على الأقل إن ضيعتم شعوبكم فلا تضيعوا مصالح أوطانكم التاريخية.. في انتظار رحمة   الديمقراطية.
     السّلام عليكم ورحمة الله

 "محمد بوعلام عصامي"
  simo.boualam@gmail.com    .     

هناك 4 تعليقات:

  1. الأخ العزيز / محمد

    يجبرنى أسلوبك الرائع فى تكملة كل كتاباتك دون ضيق أو ملل

    يعجبنى جدا تحليلك الرائع والرصين

    تحية لروحك الطيبة

    ودمت بكل الود

    أخوك / تامر

    ردحذف
    الردود
    1. تحية للأخ والمدون تامر بكل روح فطرية فكرية وأدبية أخلاقية.

      حذف

كل منا يسعى بدون حواجز أن يكتب ويقول ما يشاء.
في تعليقك هنا اكتب ما شئت وعبّر عما شئت.. واعلم أن كلماتك تعبر بشكل أو بآخر عما لديك في ضميرك وعقلك وقلبك..
إذ تقول الحكمة القديمة: تكلم حتى أراك!
مرحبا..

;